أبلغوا مبارك في الأيام الأخيرة بأن الأمور تحت السيطرة وأخفوا عنه طبيعة الوضع بكل أبعاده
قال رئيس مركز أخبار مصر السابق في اتحاد الإذاعة والتلفزيون خلال فترة تنحي مبارك، عبد اللطيف المناوي، أنه قـُد طلب منه بعد تطور الأحداث في ميدان التحرير، من كافة الأطراف الفاعلة، أن لا يبث ما يحدث في ميدان التحرير، وتم الضغط عليه لإيقاف هذا البث، وقال: "وقتها كان هذا أسوأ ما فعلته في تاريخي المهني كله، ومن تلك اللحظة اتخذت قراراً في 2 فبراير، وأبلغت به الجميع، بأن لا أفعل إلا ما أنا مقتنع بأنه مهني وصحيح وحقيقي".
وذكر ميناوي لبرنامج "مقابلة خاصة" على شاشة "العربية" مع الزميلة نجوى قاسم، أنه قد تم إبلاغ الرئيس مبارك في الأيام الأخيرة قبل تنحيه بأن الأمور تحت السيطرة، ويتم التعامل معها بشكل جيد، ولم يتم إبلاغ الرئيس بطبيعة الوضع بكامل أبعاده الحقيقية، وحتى اتخاذ القرار كان يتم عن طريق جمال مبارك.
واعتبر مناوي أن المظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك في 2 فبراير 2011 بمثابة "سلام السلاح" الذي يتم تأديته للقائد العسكري عندما يغادر مكانه. وقال إنه كتب أيامها أن هذا الخروج ليس مطالبة بالبقاء، وإنما كان للتعبير عن الشكر.
مشدداً على أنه عارض أن تسير المظاهرات المؤيدة نحو ميدان التحرير، إلا أن هناك رأياً آخر كان وقف ضده.
كما ذكر أن جمال مبارك اتصل وقتها في 2 فبراير بوزير الخارجية البريطاني ويليم هيغ وقال له: "أرأيت.. لقد أخطأتم في مواقفكم، فالناس تؤيدنا في الشارع".
ويتابع مناوي: "الإحساس بالقوة هو ما جعلهم يدفعون الجموع إلى ميدان التحرير، وحينها طلبوا مني أن أقول إن ميدان التحرير "فاضي"، وقد رفضت رفضاً قاطعاً أن أقول هذا، لأنه كانت أمامي شاشات تقول بأن ميدان التحرير مشتعل وبه اشتباكات".
وأشار إلى أن لديه تسجيلاً كاملاً لكل ما بثه التلفزيون لمدة 18 يوما، أيام الثورة، ومشروعه القادم أن يضع هذه الثمانية عشر يوماً، دون مونتاج، على الإنترنت، حتى يتابعه الناس، ويكتشفوا الصح من الخطأ.
وقال ميناوي: كان 2 فبراير في تقديري هو الإعلان غير الرسمي لسقوط النظام، على الرغم من وجود فرصة لاستدراك الوضع في الأيام القليلة التي تلت هذا التاريخ، ولكن بطء اتخاذ القرار، وعدم الرغبة في اتخاذ القرار الصحيح، جعل الوضع يتفاقم.
وذكر مناوي أن خطاب الرئيس السابق الأخير، والذي ألقاه في 10 فبراير، كان من المفترض أن يحتوي على نقاط منها: "كانت لدي الشجاعة أن أحارب في 67، ولدي الشجاعة أن أحارب في 73، ولدي الشجاعة أن أتولى المسؤولية في 81، واليوم لدي الشجاعة أن أقول إن المصريين يستحقون نظاماً آخر مختلف، وأعطي كل صلاحياتي لنائب رئيس الجمهورية، وأكتفي بأن أراقب أول انتقال سلمي للسلطة".
وقال: "أخذ الوزير أنس الفقي هذه النقاط الساعة 2 ظهراً، ولم ينتهِ مشروع الخطاب إلا الساعة 11 ليلاً بخطاب عبارة عن 34 صفحة، جزء منه على البلازما، وجزء آخر مكتوب في أوراق، مما شتت الرئيس، وجعله يلقي خطاباً بلا طائل، يُعد الأسوأ على الإطلاق في تاريخ مبارك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق